يُسعدنا في نوستالجيا للسيّارات الكلاسيكية أن نقدّم لكم قطعة من تاريخ السيّارات الأميركية، وهي سيّارة فورد موديل A 1929 التي تم ترميمها بالكامل. دُهنت هذه السيّارة ذات السقف المتحرك، والتي تعود إلى ما قبل عصر الحرب، بلون أخضر يشّع حيوية، بينما جاءت المصدّات باللون الأسود، فكسرت احتكار اللون الأسود لسيّارات فورد.
ولا ينطبق على سيّارة فورد هذه ما ينطبق على سيّارات الراكبين، فهي تأتي بمقعد خلفي قابل للطوي، والذي يُعّد من أبرز مزايا السيّارات التي سبقت الحرب العالمية الثانية. أما المقصورة الداخلية، فهي مكسوّة بالجلد الأسود، وقد قطع المحرك 54,818 ميلاً. يمكنكم اليوم اقتناء هذه التحفة التاريخية، فلا تترددوا بحجز موعد مع نوستالجيا.
بعد نجاح موديل T منقطع النظير، قدّمت فورد الموديل اللاحق باسم A في عام 1927. وما بين عامي 1927 و1932، صُنع هذا الموديل في أكثر من 40 شكلاً للهيكل الخارجي، وخرجت حوالي 5 ملايين قطعة من مصانع فورد. في البداية، أراد هنري فورد الاستمرار في إنتاج موديل T، ولكن التنافس سرعان ما اشتد، وبدأ الجميع بإنتاج السيّارات على نطاق ضخم أيضاً.
بعد هذه المرحلة، أدرك فورد أن عليه صنع سيّارة جديدة، فجاء بهذه التحفة التي نحدّثكم عنها. كانت السيّارة خطوة جريئة للأمام، من الناحية الجمالية والميكانيكية على حدٍ سواء. بعيداً عن إنتاجها بأربعة أنواع من خليط الألوان، كانت سيّارة موديل A أجمل وأكثر راحةً من السيّارات التي سبقتها، وشملت تحسينات ميكانيكية ملحوظة مثل التحكم القياسي، ومحرك رباعي الاسطوانات المحدّث. كما كانت هذه أول سيّارة تحمل زجاج الأمان في الزجاج الأمامي، وكان فيها خيار المرايا الخلفية.
وعلى الرغم من أنها لم تُنتج بأعداد مماثلة لموديل T، إلا أنها تركت أثراً عظيماً على القطاع والمستقبل وثقافة السيّارات أيضاً. أما اليوم، فإنها سيّارة تحظى بالتقدير سواء بقيت كما هي، أو عُدّلت أو تم رفع سرعتها!